رئيس التحرير : مشعل العريفي

المربية السودانية «سحر» تروي شهادتها على لحظات الترويع التي تعرضت لها من نظام «تميم».. اختطاف بالقوة وترحيل إجباري!

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

تابع صحيفة" المرصد" عبر تطبيق شامل الاخباري

https://shamel.org/panner

صحيفة المرصد: قدّمت مواطنة سودانية اليوم وأمام الحضور بنادي الصحافة السويسري في جنيف شهادة جديدة تدين نظام تميم في قطر الذى لم يترك جنسية ينتمي إليها عامل أو موظف في قطر إلا وكان لنظام تميم معها حكاية تبدأ بالانتهاك لحقوقه وتنتهى بانتهاك أكبر وترحيل دون حقوق.
المربية السودانية سحر عبد الباقى الشيخ تحدثت عن تجربتها الخاصة وعن معاناة إنسانية لامرأة لا تملك أية حماية في بلد غريب ذهبت إليه فقط لكسب الرزق وإعالة أبنائها الخمسة، وكان الخطأ الوحيد أو ما اعتبره نظام تميم في قطر خطأ تستحق عليه أقسى العقاب هو أنها سمحت لمخدومها الشيخ سلطان بن سحيم الذى كانت تعمل في قصره مربية لأطفاله ومشرفة على من يقومون برعايتهم، بأن يتحدث لأطفاله عبر هاتفها الشخصي، لتواجده خارج البلاد.
معاناة إنسانية سحر عبد الباقي الشيخ التي جاءت إلى جنيف لتقدم شهادتها على هامش أعمال الدورة الأربعين لمجلس حقوق الإنسان المنعقد حاليا بقصر الأمم المتحدة بالمدينة السويسرية، قالت في حكايتها أنها ذهبت إلى قطر في عام 2013 للعمل بقصر الشيخ سلطان بن سحيم، وبالفعل وجدت مع الشيخ وأسرته معاملة كريمة، حيث كانت وظيفتها الإشراف على ما يتعلق بأبنائه الصغار الشيوخ عائشة ومحمد وسحيم ومنى.
وأضافت سحر أن الأمور كانت تسير بشكل طيب ودون أية مشاكل حتى ظهر الشيخ سلطان مخدومها في جهاز التلفاز يتحدث عن وجهة نظره السياسية، وهو الأمر الذي لا يعنيها باعتبارها مجرد مربية تعمل مع صغاره.
وقالت: إن الأمور منذ هذه اللحظة قلبت الدنيا بالقصر رأسا على عقب، ولم يعد أحد من العاملين يعرف ماذا سيكون مصيره برغم أنهم لا علاقة لهم بأي شيء سوى القيام بعملهم لمساعدة أهلهم في الدول التي وفدوا منها للعمل في قطر.
وأضافت أن رجال الأمن القطري بدأوا في التوافد على القصر وأخذ بيانات العاملين به، كما طلبوا من مديرة القصر ومسؤول مكتب الشيخ سلطان أن يتم إبلاغ كل العاملين بعدم الحديث على الإطلاق إلى الشيخ سلطان الذى كان موجودا خارج البلاد، كما قاموا بتخويف كل العاملين وتهديدهم إن قاموا بذلك.
اتصال هاتفي وأكملت المربية السودانية سحر في شهادتها أن الشيخ سلطان في أحد الأيام اتصل على هاتفها الشخصي، وطلب منها أن يتحدث إلى أبنائه الصغار، فلم يكن منها إلا أن اعتبرت ذلك طلب إنساني طبيعي لأب يريد أن يتحدث إلى أبنائه وهو خارج البلاد، وبالفعل انتقلت إليهم في جناحهم وأعطتهم الهاتف وتحدثوا إليه.
وتقول سحر في شهادتها بنادي الصحافة السويسري: إنها لم تتخيل أو تتوقع أو تفكر ولو لثانية أن ما قامت به يمكن أن يصنفه عاقل سواء كان شخصا أو نظام باعتباره جريمة، وذكرت أنه بتفكيرها البسيط وكأم لم يكن لها بحال أن تمنع عن أطفال صغار حق أن يتحدثوا إلى أبيهم الغائب وهو ما فعلت.
ونوهت سحر إلى أنها بعد المحادثة الهاتفية عادت إلى مسكنها بالقصر، ولكن في المساء بدأ مسلسل انتقام نظام تميم منها والذي انتهى بها مُرحلة إلى السودان بما ترديه فقط.
ترحيل وإهانة وتقول سحر: إن مساء يوم 30 سبتمبر 2017 شهد غدراً بها بعد أن أرسلوا لها زميلتها أبلغتها أن الشيخ سلطان أرسل لها أمانة وعليها أن تذهب معها للحصول عليها، وذهبت بالفعل لتلتقي الشخص الذي قيل إنه يحمل تلك الأمانة، ولكن بمجرد خروجها من بوابة القصر الرئيسية أخذها شخص بالفعل ادعى أنه يحمل الأمانة واصطحبها إلى البوابة الأخرى الموصلة إلى سكن أم الشيخ سلطان، حيث فوجئت بسيارة داخلها الشيخ خالد بن عبد العزيز آل ثاني، وفي لحظات دخلت من خلفها سيارتان، ونزل منهما رجال لا تعرف هويتهم وبدأت محاولات إجبارها على الركوب معهم دون أي إفصاح عن المكان الذي سيأخذونها إليه.
وأوضحت أنها عاشت تلك اللحظات كأنها دهر، حيث كان المكان مظلما تماما ولا تعرف أين ستذهب، وإن كانت ستقتل وما هو الجرم الذى ارتكبته ولم تكن تسمع سوى السباب والإهانة من الرجال الذين يحاصرونها ويركلونها حتى أجبروها بالفعل على الركوب معهم، وأبلغوها أنها ليس من حقها أن تتحدث وليس لها أي حقوق في هذه البلد، واستمروا في بث الرعب والخوف في نفسها طوال الطريق الذى لم تكن تعرف نهايته بعد أن جلسوا يحاصرونها من اليمين واليسار بالسيارة حتى وجدت نفسها في مطار حمد الدولي.
جولة تهديد بالمطار واستكملت سحر عبد الباقي حكايتها قائلة: إنه بمجرد نقلها للمطار بدأت جولة التهديد وفهمت أنه سيتم ترحيلها دون أن تعرف أو يبلغها أحد بنوع الخطأ الذى ارتكبته إن وجد خطأ، ولكن سارت الأمور في المطار دون أن يسمح لها بأي اتصال أو حتى بالحديث معهم.
وأفادت في شهادتها بأنهم سلموها إلى شرطة المطار، ووضعوها في قسم يدعى حراسات المطار وهو المخصص للمجرمين والخارجين عن القانون وتحت حراسة مشددة من الساعة 11 مساءً وحتى التاسعة من صباح يوم 1 أكتوبر 2017 ودون أن يسمحوا لها طوال الليل بالنوم والتحرك من الكرسي الذي جلست عليه ودون أي طعام أو شراب.
على متن الطائرة وأشارت إلى أنه بعد ركوبها الطائرة وجدت بجوارها أحد الأشخاص صومالي الجنسية ويعمل بإحدى المنظمات الحقوقية العاملة في السودان، حيث منحها هاتفه لتتحدث إلى أبنائها في السودان لينتظروها أمام المطار في السودان، بعد ترحيلها بشكل مفاجئ دون حصولها على أية حقوق.
ووجهت المربية السودانية خلال استضافتها بنادي الصحافة السويسري، سؤالاً إلى تميم ونظامه في قطر عن الجرم الذي وجدوه فيما قامت به من عمل إنساني وعن حقوق الإنسان التي يقصدونها عندما يتشدقون بها ليل نهار، فلعل العالم يقف على حقوق الإنسان لم يعرفها بعد سوى نظام تميم في قطر.

arrow up